الفلسطيني بين شهب محرقة ثلاثة

12 septembre 2009

د. محمد صالح المسفر

من بين شعوب الأرض يعيش الشعب الفلسطيني بين شهب محرقة ثلاثة سواء كان على أرضه فلسطين، أو كان مقيما عاملا كادحا في الأقطار العربية، أو يعيش في مخيمات الذل والقهر والإهانة، أو يعيش بعيدا عن الأهل والوطن في إفريقيا أو أمريكا اللاتينية، أو الدول الغربية. المواطن الفلسطيني من أكثر المواطنين العرب علما وثقافة وأكثرهم إخلاصا وتفانيا في عمله ومهنته، وأستدرك وأقول لكنهم ليسوا ملائكة إلا أن الصفات الحسنة عندهم تفوق ما عداها من سلبيات. إنهم يعرفون حدودهم ويتنازلون عن كثير من حقوقهم حتى لا يغضب أحد عليهم، إنهم يعرفون أنه ليس لديهم سلطة تحميهم من اضطهاد الآخرين لهم وعلى ذلك هم قنوعون بما لديهم.

في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يعيش عدد من الفلسطينيين كلهم مؤهلون تأهيلا جيد وبامتياز لم يقوموا بأي عملية تخل بالأمن، أو احتجاج ضد النظام السياسي، ولم يضربوا عن العمل في أي مؤسسة كانت، وإذا قارناهم بالعمالة القادمة من جنوب شرق آسيا المنتشرة في الخليج العربي بكثافة فتلك العمالة الأجنبية أضربت عن العمل في أكثر من دولة خليجية وأحرقت وكسرت مؤسسات عامة وخاصة، وتصدت لرجال الأمن في تلك الدول، مطالبة بتحسين أوضاعها، وزيادة أجورها، وتحديد ساعات عملها، وساندتهم حكوماتهم وحصلوا من السلطات الخليجية كل ما طالبو به. هذه العمالة تحول إلى بلادها ما يزيد على 30 مليار دولار كل عام من دول مجلس التعاون بينما العامل والموظف الفلسطيني ينفق كل دخله في البلاد التي يعيش فيها وقد يعين أسرته الصامدة على أرض فلسطين تحت الاحتلال بما تبقى له من مال.  

(2) 

شهب سلطة رام الله العباسية تلاحق المواطن الفلسطيني بدفع الضرائب وتعدد الرسوم الضريبية وتلاحقه بالاعتقال إن رفض الاحتلال الإسرائيلي، وقاومه كما تفعل في الضفة الغربية، وتمعن في حصاره في غزة بكل الوسائل، وتحرض الدول العربية مباشرة أو غير مباشرة بتشديد الخناق على المهاجرين الفلسطينيين بغية الخضوع لإرادتها إذا لجأ إليها للمساعدة، كل هذه الضغوط على الفلسطينيين تصب في صالح إسرائيل.  

في الأيام الأخيرة تناقلت وسائل الإعلام العربية أخيرا أن بعض الدول الخليجية أقدمت على إنهاء خدمات أعداد كبيرة من الفلسطينيين الذين هم من قطاع غزة وبعض أسر من سكان الضفة الغربية أو الذين يحملون جوازات أردنية من أصول فلسطينية، وتناقلت وسائل الإعلام العربية تكذيبا للخبر الأول ولكن واقع الحال يقول بغير ذلك.  

نحن لا نجادل في حق الدولة ذات السيادة أن تمنح الإقامة لمن ترغب وتحجبها عمن لا ترغب في بقائه على أرضها، لكن سؤالنا لماذا في هذه الظروف تتكاثر الشهب الحارقة على إخواننا الفلسطينيين في الخليج العربي؟ هل لإرغامهم على القبول بسلطة محمود عباس وبكل ما يحمل من تنازلات لإسرائيل؟ هل أمريكا طلبت من هذه الدول عدم توفير ملاذ للحياة بكرامة وعزة للفلسطينيين من أجل القبول بما يفرض عليهم من تنازلات؟ هل الخوف من فرض عملية التوطين في هذه الدول؟ أزعم بأن كل هذه العوامل واردة.  

(3) 

لا شك أن المتابع لحال الأمة العربية يصاب بالغثيان، ويقيني أنك لو سألت حاكما عربيا عن حال الأمة لشكا لك الحال وأسهب في شكواه، ولو سألته وما الحل يجيبك بأنه لا بد من توحيد كلمة العرب ورص الصفوف وتوحيد المواقف ووضع خطة إستراتيجية لمواجهة الأحداث، وإذا سألته لماذا لا تفعلون بما تقولون سرعان ما يجيبك « وإحنا نقدر نعمل حاجة » أقول في هذه الحالة إنه نظام مختل التوازن متهالك ليس له إرادة مستقلة تجعله قادرا على الحركة لأنه يؤمن بأن لا شرعية وطنية له تحميه من عاديات الزمان وفي هذه الحالة يخضع للابتزاز السياسي من قوى أجنبية متعددة.  

في شأن الموقف من الفلسطينيين فإني أتوجه إلى ولاة الأمر في دول مجلس التعاون الخليجي أن يكونوا عونا للشعب الفلسطيني في صموده وعدم تنازله عن حقوقه المشروعة وذلك بتوفير الملاذ الآمن وإعطاء فرص للعمل في كل المؤسسات التي تحتاج إلى عمالة عربية وأن تكون لهم الأفضلية لأسباب سياسية وإنسانية واجتماعية وإستراتيجية. إني أذكركم سادتي بأن كل المؤسسات المالية والمصرفية وشركات التأمين العمالة الغالبة فيها ليسوا عربا وأن تلك المؤسسات مهددة بالانهيار في أي لحظة يختل التوازن السياسي أو المصالح الاقتصادية مع دول شرق آسيا لصالح تلك الدول ونكون من الخاسرين.  

آخر القول: إنني أدعو كل مخلص في دول الخليج العربي وكل مسؤول حريص على أمن هذه المنطقة أن يكون عونا للفلسطيني لا عونا عليه فإقليم الخليج مقدم على أيام حالكة السواد ولا نصير لنا إلا التواجد العربي الكثيف وأولهم التواجد الفلسطيني.

اغتيال وطن وقيادات والمجرم بيننا

12 septembre 2009

د. محمد صالح المسفر 


كاتب واكاديمي قطري
نائب الامين العام للمؤتمر القومي العربي
 

تابعت كغيري من المهتمين بالشأن الفلسطيني ما تناقلته وكالات الأنباء العربية والدولية عن البيان الصحفي الذي أدلى به السيد فاروق قدومي مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية ( وزير الخارجية ) والذي ورد فيه أن لدى القدومي – وهو أحد مؤسسي حركة فتح مطلع ستينيات القرن الماضي – تقريرا يؤكد تورط عباس ودحلان مع شارون وغيرهم في مؤامرة اغتيال زعيم الثورة الفلسطينية الشهيد ياسر عرفات بالسم القاتل، وتابعت ردود الفعل العاقلة والمجردة من العقل، ولست في مجال التعقيب على كل ما ورد مع أو ضد بيان القدومي، لكني أورد بعض الدلالات التي توحي بوقع المؤامرة، منها اغتيال قيادات فاعلة ومؤثرة في مسيرة عمل المقاومة، كل قيادات فتح الناشطين الذين قضوا اغتيالا من مطلع سبعينيات القرن الماضي وكان آخرهم ياسر عرفات (2005 ) لم يكن أمرا غير مدبر بالتعاون من داخل الصفوف، ونلاحظ من سياق التقرير الوارد ذكره أن اغتيالات قادة حماس والجهاد، أذكر منهم على سبيل المثال الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي وعياش وآخرين، كل تلك الاغتيالات تمت تحت جنح الظلام بالتعاون بين قيادات ذكرها القدومي ومخابرات إسرائيل وأخرى لم يذكرها. أذكر أنه عندما اختلف رفاق السلاح ذهب كل إلى تشكيل فريق مقاوم وليس مستسلما، ولكن عندما اختلف عباس مع زعيم حركة فتح قدم استقالته من كل مهامه التنظيمية غاضبا على الرئيس عرفات وقبول الرئيس لها، كان عباس مطلبا أمريكيا لرئاسة حكومة تنفيذية تتخطى أوامر وتوجيهات رئيس حركة المقاومة، أشادت وما برحت تشيد به وتؤيده القيادات الأمريكية والإسرائيلية وكذلك الإشادة برأس الفتنة السيد دحلان علما بأنه ليس في الصف الأول من قيادات حركة فتح.

إن التآمر على التخلص من الرئيس عرفات رحمه الله لم يكن سرا، فلقد قدر لي أن ألتقي بشخصية فلسطينية نافذة في أحد المؤتمرات التي تعقد في الدوحة، هذه الشخصية محسوبة على حركة فتح، وتحدثنا كثيرا عن مسيرة العمل الوطني الفلسطيني ومستقبل المقاومة. فقال: المقاومة المسلحة لم تعد فاعلة وليست مجدية وهي تدخل في إطار العمل العبثي، علينا أن نرتاح من حمل السلاح. الإسرائيليون يملكون المال والقوة والدعم الأمريكي، وقياداتنا ( الابوات ) ما زالوا يتسولون في كل عواصم العالم، الآن علينا أن نتصالح مع الإسرائيليين ونعترف بهم. قلت لمحدثي: لكن الإسرائيليين لن يقبلوا بذلك فقط، إنهم سيخرجونكم من كل فلسطين، قال: أنا أعرف الإسرائيليين ولي علاقة بهم وأجيد لغتهم بدرجة امتياز وأعرف ما يفعلون وما يخططون له. نحن كما قال محدثي بلينا بأشخاص كبروا في السن ( الابوات ) وحان الوقت لتسليم السلطة لجيل الشباب. قلت: جيل الشباب ليس لديهم الخبرة الكافية بالألعاب السياسية ومكر الدول والقادة. والشباب يحتاجون إلى خبرة وحكمة هؤلاء الشيوخ الذين تقول عنهم، اختصر محدثي حديثه معي وقال: حان الوقت أن يمشوا وإلا سوف نمشيهم!!. 

إني أستغرب هذه الضجة الكبرى على ما جاء في بيان أبو اللطف القدومي، إن الجاري اليوم ياسادة في الساحة الفلسطينية هو اغتيال وطن برمته وتقاسم تركته بين المتسللين إلى حركة فتح ومن ثم إلى جسد منظمة التحرير من الفاسدين والمفسدين والتابعين لقوى الشر والبغي والعدوان، فتح التي عرفناها قبل أن ينظم إلى صفوفها من شوه سمعتها وتآمر على ميثاقها وفرق صفوفها وشتت قادتها وأخرج من هيكلها بطرق شتى كل من آمن بالكفاح المسلح وناضل منذ نعومة أظفاره في كل ميادين القتال من أجل استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعليها الآن تصحيح المسار. 

لقد اغتيل الوطن الفلسطيني عام 1948 بتواطؤ عربي ولكنه استعاد الروح ثم أعيدت محاولة اغتياله يوم 13 سبتمبر 1993 ولكن لم يتم الإجهاز عليه فبقي يترنح يبن الحياة والموت، تلقى الضربات واحدة تلو الأخرى، من واشنطن إلى شرم الشيخ المشؤوم إلى واي رفر إلى كامب ديفد إلى أنا بوليس، إلى… إلى،… الذين أقدموا على اغتيال الوطن الفلسطيني في أوسلو الملعونة ما برحوا على رأس هرم سلطة الاغتيال في رام الله، أضافوا إلى صفوفهم فريقا نشأ وتربى في أحضان معسكرات الموساد والشين بيت وضم إليهم فروخ المخابرات الأمريكية المدسوسين في أجهزة المال العالمية يحاولون جميعا الضربة القاضية لهذا الوطن المستعصي على الموت، لكن هيهات لهم. 

آخر القول: إنها قيادات تستمد قوتها وقهرها للشعب من قوى خارجية بيدها المال والسلاح لكن إرادة الشعب لن تغلب ولن تقهر وموعدنا مع المقاومين من حركة فتح لتصحيح المسيرة في شهر أغسطس القادم ونحتفل جميعا بإطلاق سراح الأسرى في الضفة والمعتقلين في غزة وإجراء المصالحة الوطنية الشاملة. function reloadCaptchaImg(){ window.location.reload(); } function CheckAdvancedSearchForm() { if(document.getElementById(« AQuery »).value == «  ») { alert(« ادخل موضوع البحث. »); document.getElementById(« AQuery »).focus(); return false; } if(document.getElementById(« searchArticles »).checked == false && document.getElementById(« searchComments »).checked == false && document.getElementById(« searchBlogs »).checked == false && document.getElementById(« searchPages »).checked == false && document.getElementById(« searchNews »).checked == false) { alert(« اختر مجال البحث. »); return false; } if(document.getElementById(« searchAuthor »).checked == false && document.getElementById(« searchContentBody »).checked == false && document.getElementById(« searchTitle »).checked == false) { alert(« اختر حقل البحث. »); return false; } return true; } function swapComment(){ if(document.getElementById(« addCommentBox »).checked == true){ document.getElementById(« commentField »).style.display = «  »; }else{ document.getElementById(« commentField »).style.display = « none »; } return true; } function SwitchField(ArticleType) { articleType = ArticleType; switch(ArticleType) { case 0: // Article { document.getElementById(« FileRow »).style.display = «  »; document.getElementById(« ArticleURLRow »).style.display = « none »; break; } case 1: // Summary Only { document.getElementById(« FileRow »).style.display = « none »; document.getElementById(« ArticleURLRow »).style.display = « none »; break; } case 2: { //blkarg document.getElementById(« FileRow »).style.display = « none »; document.getElementById(« ArticleURLRow »).style.display = «  »; break; } } } function CheckSubmitArticleForm() { if(document.getElementById(« Title »).value == «  ») { alert(« ادخل العنوان. »); document.getElementById(« Title »).focus(); return false; } if(document.getElementById(« Summary »).value == «  ») { alert(« ادخل المقدمة . »); document.getElementById(« Summary »).focus(); return false; } if(document.getElementById(« ACategories »).selectedIndex == -1) { alert(« اختر القسم. »); document.getElementById(« ACategories »).focus(); return false; } if(articleType == 0) // Article { if(document.getElementById(« File »).value == «  ») { alert(« اختر ملف لتحميله كمرفق للموضوع. »); document.getElementById(« File »).focus(); return false; } } else if(articleType == 1) // Summary { } else if(articleType == 2) // Link { if(document.getElementById(« ArticleUrl »).value == «  » || document.getElementById(« ArticleUrl »).value == « http:// ») { alert(« حدد وصلة المقال. »); document.getElementById(« ArticleUrl »).focus(); document.getElementById(« ArticleUrl »).select(); return false; } } return true; } function CheckSubmitArticleForm2() { if(document.getElementById(« Title »).value == «  ») { alert(« ادخل العنوان. »); document.getElementById(« Title »).focus(); return false; } if(document.getElementById(« Summary »).value == «  ») { alert(« ادخل المقدمة . »); document.getElementById(« Summary »).focus(); return false; } if(document.getElementById(« ACategories »).selectedIndex == -1) { alert(« اختر القسم. »); document.getElementById(« ACategories »).focus(); return false; } if(articleType == 2) // Link { if(document.getElementById(« ArticleUrl »).value == «  » || document.getElementById(« ArticleUrl »).value == « http:// ») { alert(« حدد وصلة المقال. »); document.getElementById(« ArticleUrl »).focus(); document.getElementById(« ArticleUrl »).select(); return false; } } return true; } function CheckLoginForm() { if(document.getElementById(« Username »).value == «  ») { alert(« ادخل اسم المستخدم. »); document.getElementById(« Username »).focus(); return false; } if(document.getElementById(« Password »).value == «  ») { alert(« ادخل كلمة السر. »); document.getElementById(« Password »).focus(); return false; } return true; } function CheckAuthorForm() { if(document.getElementById(« Username »).value == «  ») { alert(« ادخل اسم المستخدم. »); document.getElementById(« Username »).focus(); return false; } if(document.getElementById(« Password »).value == «  ») { alert(« ادخل كلمة السر. »); document.getElementById(« Password »).focus(); return false; } if(document.getElementById(« Password »).value != document.getElementById(« PasswordConfirm »).value) { alert(« كلمة السر غير صحيحة. »); document.getElementById(« Password »).focus(); document.getElementById(« Password »).select(); return false; } if(document.getElementById(« FirstName »).value == «  ») { alert(« ادخل اسمك الاول. »); document.getElementById(« FirstName »).focus(); return false; } if(document.getElementById(« LastName »).value == «  ») { alert(« ادخل اسم العائلة. »); document.getElementById(« LastName »).focus(); return false; } if(document.getElementById(« Email »).value == «  ») { alert(« ادخل بريدك الالكتروني. »); document.getElementById(« Email »).focus(); return false; } if(document.getElementById(« Email »).value.indexOf(‘.’) == -1 || document.getElementById(« Email »).value.indexOf(‘@’) == -1) { alert(‘This email address is not valid.’); document.getElementById(« Email »).focus(); document.getElementById(« Email »).select(); return false; } if(document.getElementById(« Biography »).value == «  ») { alert(« ادخل سيرتك المختصرة. »); document.getElementById(« Biography »).focus(); return false; } return true; } function emailToFriend(ArticleLink) { var t = (screen.availHeight/2) – (485/2); var l = (screen.availWidth/2) – (605/2); var emailWin = window.open(ArticleLink+ »/articleemail », « emailWin », « scrollbars=yes,toolbar=1,statusbar=0,width=605,height=485,top= »+t+ »,left= »+l); } function CheckArticleCommentForm() { var sel = false; var ok = false; for(i = 1; i
 

8 septembre 2009

 

رئيس الاستخبارات العسكرية الفلسطينية: حماس هي العدو وقررنا شن حرب عليها 

 

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير اندراوس تحت عنوان حرب كانون الثانية، في إشارة إلى موعد الانتخابات الرئاسية الفلسطينية في كانون الثاني (يناير )2009، كشف كبير المحللين في صحيفة (يديعوت احرونوت) ناحوم بارنيع، النقاب عن تفاصيل الاجتماع المفاجئ الذي عقد بين ضباط إسرائيليين وفلسطينيين، والذي حصل على محضره من مصادر أمنية، قال إنّها رفيعة المستوى.

وكتب بارنيع إنّ أبا الفتح هو قائد الامن العام، والقوة العسكرية الفلسطينية قال خلال الاجتماع ‘ليس هناك خصام بيننا، لدينا عدو مشترك، حركة حماس، نحن نتحرك ضد حماس الآن أيضاً في رمضان:. وتابع ‘أنا سأفعل اليوم كل ما أستطيعه حتى امنع العمليات، انتم تدركون أننّا أفضل من السابق وانتم تمدحون ذلك، بفضل عملياتنا أصبحتم اقل حاجة لقواتكم، يجري هنا صراع كبير استعداداً لشهر كانون الثاني. أبو مازن يقود خط السلام وعليكم أن تعززوا وضعه، أطلقوا سراح السجناء الأحداث، لأنّ هذا هام جداً ارفعوا الحواجز ولتزيلوا المستوطنات، أنا اطلب إرسال سرية من أريحـا إلى الخليل. أنا اعرف أنّ هناك مشكلة في الخليل مع المستوطنين ونقاط احتكاك، ليست لدي أية نية للدخول إلى هناك. القوة ستعمل في القرى جنوبي جبل الخليل’، على حد قوله. الضابط الإسرائيلي العميد كيفون ردّ بالقول ‘أنا سعيد بذلك، وعلى قادة الألوية أن يلتقوا ويتفقوا حول ذلك‘.

ووفق محضر الجلسة السرية قال رئيس الاستخبارات العسكرية مجيد فراج ]ماجد فرج[ ‘نحن في معركة صعبة جداً، هناك مثل بالعربية – البحر من أمامنا والعدو من ورائنا، ونحن لا نملك حتى بحراً. قررنا خوض الصراع حتى النهاية، حماس هي العدو، قررنا شن حرب عليها وأنا أقول لكم لن يكون أي حوار معهم فمن يريد أن يقتلك عليك أن تبكر بقتله. انتم توصلتم إلى هدنة معهم أما نحن فلا’. وزاد ‘الآن نقوم بتولي أمر كل مؤسسة حمساوية ترسلون اسمها إلينا، أعطيتمونا في الآونة الأخيرة أسماء 64 مؤسسة وقد انتهينا من معالجة 50 منها، بعض هذه المؤسسات أغلقت وفي البعض الآخر استبدلنا الإدارة. كما وضعنا أيادينا على أموالهم (اسرائيل حولت للسـلطة 150 حســاباً بنكيـــاً يشتبه بعلاقاتها بالتنظيـمات الإرهابـيــة).

السلطة أغلقت 300 حساب’. وتابع ‘عندي ملاحظتـان. الأولى ذات مرة كنا نفكر ألف مرة قبل الدخول للمسجد، أما اليوم فنحن ندخل لكل مسجد عند الحاجة. لا تفهموا من ذلك أنّه من المسموح لكم انتم أيضاً أن تدخلوا: على العكس بإمكاننا نحن أن ندخل لأنّكم انتم لا تدخلون، كما اننا ندخل للـجامعات بما في ذلك الكلية الإسلامية في الخليل‘.

حازم عطا الله المفتش العام للشرطة الفلسطينية قال ‘إنّه حتى آخر السنة سندخل في مجابهة مع حماس، أنا أتحدث عن خطة شاملة’، أضاف عطا الله، وتابع ‘إن دخلنا السنة المقبلة من دون الاستعداد لن يتبقى أمامنا إلا التخاصم حول المسؤولية عن الهزيمة نحن أو انتم والأمريكين‘.

أما حسين الشيخ فأكّد للإسرائيليينهذا هام جداً، وحماس لا تملك قوة عسكرية في الضفة، ولكن لديها قوة لإخراج الناس للشارع’. وتابع ‘الأشهر المقبلة ستكون واسعة الأهمية، حماس ستُخرج الناس للشارع على أمل أن تشرع الأجهزة بإطلاق النار عليها، عدا عن ذلك سيغتالون قيادة السلطة، كل الأشخاص الموجودين هناك، سنشكل طاقماً مشتركاً معكم، قال الضباط الإسرائيليون وسنساعدكم في التدريب والعتاد‘.

وتابع المحلل الإسرائيلي قائلاً ‘إنّ العلاقات مع السلطة الفلسطينية تمر الآن في فترة الغسق، ليست هناك حكومة قادرة على اتخاذ قرارات كبيرة عندنا ولا عندهم’. ونقل بارنيع عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي قوله ‘إنّ ما يظهر من هناك لا يرونه من هنا، الضفة تعيش تحت الاحتلال، غزة مستقلة، لا توجد فيها حواجز ولا مستوطنون، هناك بحر، النموذج الذي يتطلع كل طفل فلسطيني للتمثل به هو المقاتل الحمساوي الذي يطلق صواريخ القسام على إسرائيل’. وكشف بارنيع النقاب عن أنّه يوم الثلاثاء الماضي كان كيت دايتون الجنرال الأمريكي، الذي يدرب القوات الفلسطينية عند قائد المنطقة الوسطى غادي شميني الذي اعلمه بأنّه قرر السماح للفلسطينيين بنشر سرية في جبل الخليل، وناشده بتدريب المزيد من القوات الفلسطينية في الأردن وأريحا واعداً بتـقديم المساعدة. وأكّد المحلل أيضا أنّه لن يكون للأمريكيين دورٌ مركزي في محاولة تحويل الأجهزة التي تجد صعوبة للعمل مع بعضها البعض إلى ذراع قوي وفعال للدولة المستقبلية، من المهم للإسرائيليين والفلسطينيين في آن واحد أن يظهروا بصورة جيدة في تقارير الجنرالات للكونغرس في واشنطن، مشيراً إلى أنّ صياغة التقارير ستحدد مصير الاستمرار بالدعم. وأردف المحلل الإسرائيلي قائلاً ‘إنّ شميني عرض على دايتون خطة جنين2، الخطة تتحدث في السياق عن تطوير نوع من الأعمال الشاقة من النوع الذي كان في إسرائيل في الخمسينيات، سيشقون الطرق ويغرزون الأشجار ويقومون بإزالة القمامة، الخطط الكبيرة للتطوير الاقتصادي تستوجب سنوات طويلة من التخطيط والتنفيذ’، قال شميني، وأضاف ‘ما يتـوجب الآن في الصـراع ضد حمـاس هو إظهار التحسن الفوري للمواطنين. العاطلون عن العمل سيحصلون على فرص عمل والآخرون سيستمتعون من تحسن الأجواء والمناظر الطبيعية‘. 

المصدر: القدس العربي 22/9/2008

8 septembre 2009

نهاية إسرائيل 

 

عبد الوهاب المسيرى 

في 17 أغسطس/ آب 2006، أي أثناء الحرب العربية الإسرائيلية السادسة، وبينما كانت الطائرات الإسرائيلية تدك المدن والقرى والبنية التحتية اللبنانية وتُسيل دم المدنيين، نشرت صحيفة معاريف مقالا كتبه الصحافي يونتان شيم بعنوان « أسست تل أبيب في العام 1909 وفي العام 2009 ستصبح أنقاضا ». 

جاء في المقال « أنه قبل مائة عام أقاموا أولى المدن العبرية، وبعد مائة عام من العزلة قضي أمرها ». ما الذي يدعو مثل هذا الكاتب للحديث عن النهاية، نهاية إسرائيل، في وقت بلغت فيه القوة العسكرية الإسرائيلية ذروتها، وتجاوز الدعم الأميركي، السياسي والمالي والعسكري، لها كل الحدود والخطوط الحمراء؟ كيف يمكن تفسير هذا الموقف؟  

ابتداء لا بد أن نذكر حقيقة تاهت عن الكثيرين في العالم العربي، وهي أن موضوع نهاية إسرائيل متجذر في الوجدان الصهيوني. فحتى قبل إنشاء الدولة أدرك كثير من الصهاينة أن المشروع الصهيونى مشروع مستحيل وأن الحلم الصهيوني سيتحول إلى كابوس.  


موضوع نهاية إسرائيل متجذر في الوجدان الصهيوني، فحتى قبل إنشاء الدولة أدرك كثير من الصهاينة أن المشروع الصهيونى مشروع مستحيل وأن الحلم الصهيوني سيتحول إلى كابوس

 

وبعد إنشاء الدولة وبعد أن حقق المستوطنون الصهاينة « النصر » على الجيوش العربية تصاعد هاجس النهاية. 

ففي العام 1954 قال موشيه ديان وزير الدفاع والخارجية الإسرائيلي، في جنازة صديق له قتله الفدائيون الفلسطينيون « علينا أن نكون مستعدين ومسلحين، أن نكون أقوياء وقساة، حتى لا يسقط السيف من قبضتنا وتنتهي الحياة ». 

النهاية، ماثلة دائما في العقول، فالضحايا الذين طردوا من ديارهم تحولوا هم وأبناؤهم إلى فدائيين يقرعون الأبواب يطالبون بالأرض التي سلبت منهم. 

ولذا فإن الشاعر الإسرائيلي حاييم جوري يرى أن كل إسرائيلي يُولَد « وفي داخله السكين الذي سيذبحه »، فهذا التراب (أي إسرائيل) لا يرتوي »، فهو يطالب دائما « بالمزيد من المدافن وصناديق دفن الموتى ». في الميلاد يوجد الموت وفي البداية توجد النهاية. 

وتتناول قصة « في مواجهة الغابة » التي كتبها الروائي الإسرائيلي أبراهام يهوشوا في النصف الأول من الستينيات الحالة النفسية لطالب إسرائيلي عين حارسا لغابة غرسها الصندوق القومي اليهودي في موقع قرية عربية أزالها الصهاينة مع ما أزالوه من قرى ومدن.  

ورغم أن هذا الحارس ينشد الوحدة، فإنه يقابل عربيا عجوزا أبكم من أهل القرية يقوم هو وابنته برعاية الغابة، وتنشأ علاقة حب وكره بين العربي والإسرائيلي، فالإسرائيلي يخشى انتقام العربي الذي أصيب بعاهته أثناء عملية التنظيف العرقي التي قام بها الصهاينة عام 1948.  

ولكن ورغم هذا يجد نفسه منجذبا إلى العجوز العربي بصورة غير عادية، بل يكتشف أنه يحاول، بلا وعي، مساعدته في إشعال النار في الغابة.  

وفي النهاية، عندما ينجح العربي في أن يضرم النار في الغابة، يتخلص الحارس من كل مشاعره المكبوتة، ويشعر براحة غريبة بعد احتراق الغابة، أي بعد نهاية إسرائيل! 

وفي اجتماع مغلق في مركز الدراسات السياسة والإستراتيجية في الأهرام أخبرنا الجنرال الفرنسي أندريه بوفر، الذي قاد القوات الفرنسية في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، بواقعة غريبة، كان هو شاهدها الوحيد.  
فقد ذهب لزيارة إسحق رابين في منتصف يونيو/ حزيران 1967 أى بعد انتهاء الحرب بعدة أيام، وبينما كانا يحلقان في سماء سيناء والقوات الإسرائيلية المنتصرة في طريق عودتها إلى إسرائيل بعد أن أنجزت مهمتها، قام الجنرال بوفر بتهنئة رابين على نصره العسكري، ففوجئ به يقول « ولكن ماذا سيتبقى من كل هذا؟ » “what will remain of it?” all. في الذروة أدرك الجنرال المنتصر حتمية الهوة والنهاية. 

إن موضوع النهاية لا يحب أحد في إسرائيل مناقشته، ولكنه مع هذا يُطل برأسه في الأزمات، فأثناء انتفاضة 1987، حين بدأ الإجماع الصهيوني بخصوص الاستيطان يتساقط، حذر إسرائيل هاريل المتحدث باسم المستوطنين من أنه إذا حدث أى شكل من أشكال الانسحاب والتنازل (أى الانسحاب من طرف واحد). فإن هذا لن يتوقف عند الخط الأخضر (حدود 1948)، إذ سيكون هناك انسحاب روحى يمكن أن يهدد وجود الدولة ذاتها (الجيروزاليم بوست 30 يناير/ كانون الثاني 1988). 

وأخبر رئيس مجلس السامرة الإقليمي شارون (في مشادة كلامية معه) « إن هذا الطريق الدبلوماسي هو نهاية المستوطنات، إنه نهاية إسرائيل » (هآرتس17 يناير/ كانون الثاني 2002). ويردد المستوطنون أن الانسحاب من نابلس يعنى الانسحاب من تل أبيب. 

مع انتفاضة الأقصى تحدثت الصحف الإسرائيلية عدة مرات عن موضوع نهاية إسرائيل، فقد نشرت جريدة يديعوت أحرونوت مقالا بعنوان « يشترون شققا في الخارج تحسبا لليوم الأسود »، اليوم الذي لا يحب الإسرائيليون أن يفكروا فيه، أي نهاية إسرائيل!

 

ومع انتفاضة الأقصى تحدثت الصحف الإسرائيلية عدة مرات عن موضوع نهاية إسرائيل، فقد نشرت جريدة يديعوت أحرونوت (27 يناير/ كانون الثاني 2002) مقالا بعنوان « يشترون شققا في الخارج تحسبا لليوم الأسود »، اليوم الذي لا يحب الإسرائيليون أن يفكروا فيه، أي نهاية إسرائيل!.  

والموضوع نفسه يظهر في مقال ياعيل باز ميلماد (معاريف 27 ديسمبر/ كانون الأول 2001) الذي يبدأ بالعبارة التالية « أحاول دائما أن أبعد عنى هذه الفكرة المزعجة، ولكنها تطل في كل مرة وتظهر من جديد، هل يمكن أن تكون نهاية الدولة كنهاية الحركة الكيبوتسية؟ ثمة أوجه شبه كثيرة بين المجريات التي مرت على الكيبوتسات قبل أن تحتضر أو تموت، وما يجرى في الآونة الأخيرة مع الدولة ».  

وقد لخص جدعون عيست الموقف في عبارة درامية « ثمة ما يمكن البكاء عليه: إسرائيل » (يديعوت أحرونوت 29 يناير/ كانون الثاني 2002) .
بل إن مجلة نيوزويك (2 أبريل/ نيسان 2002) صدرت وقد حمل غلافها صورة نجمة إسرائيل، وفي داخلها السؤال التالي « مستقبل إسرائيل: كيف سيتسنى لها البقاء؟ ». وقد زادت المجلة الأمور إيضاحا حين قالت: « هل ستبقى الدولة اليهودية على قيد الحياة؟ وبأي ثمن؟ وبأية هوية؟ ».  

ولكن ما يهمنا في هذا السياق ما قاله الكاتب الإسرائيلي عاموس إيلون: الذي أكد أنه في حالة يأس لأنه يخشى أن يكون الأمر قد فات ». ثم أضاف « لقد قلت لكم مجرد نصف ما أخشاه » (النصف الثانى أن الوقت قد فات بالفعل).  

ويتكرر الحديث عن نهاية إسرائيل في مقال إيتان هابر بعنوان « ليلة سعيدة أيها اليأس.. والكآبة تكتنف إسرائيل » (يديعوت أحرونوت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2001). يشير الكاتب إلى أن الجيش الأميركي كان مسلحا بأحدث المعدات العسكرية، ومع هذا يتذكر الجميع صورة المروحيات الأميركية تحوم فوق مقر السفارة في سايجون، محاولة إنقاذ الأميركيين وعملائهم المحليين في ظل حالة من الهلع والخوف حتى الموت. إن الطائرة المروحية هي رمز الهزيمة والاستسلام والهروب الجبان في الوقت المناسب.  

ثم يستمر الكاتب نفسه في تفصيل الموقف « إن جيش الحفاة في فيتنام الشمالية قد هزم المسلحين بأحدث الوسائل القتالية. ويكمن السر في أن الروح هي التي دفعت المقاتلين وقادتهم إلى الانتصار. الروح تعنى المعنويات والتصميم والوعي بعدالة النهج والإحساس بعدم وجود خيار آخر. وهو ما تفتقده إسرائيل التي يكتنفها اليأس ».  

أما أبراهام بورج فيقول في مقال له (يديعوت أحرونوت، 29 أغسطس/ آب 2003) إن « نهاية المشروع الصهيوني على عتبات أبوابنا. وهناك فرصة حقيقية لأن يكون جيلنا آخر جيل صهيوني ». 

قد تظل هناك دولة يهودية، ولكنها ستكون شيئا مختلفا، غريبة وقبيحة.. فدولة تفتقد للعدالة لا يمكن أن يكتب لها البقاء.. إن بنية الصهيونية التحتية آخذة في التداعي.. تماما مثل دار مناسبات رخيصة في القدس، حيث يستمر بعض المجانين في الرقص في الطابق العلوي بينما تتهاوى الأعمدة في الطابق الأرضي ». 

 

 


المشروع الصهيوني هو نفسه المشروع الفرنجي بعد أن تمت علمنته، وبعد أن تم إحلال المادة البشرية اليهودية التي تم تحديثها وتطبيعها وتغريبها وعلمنتها محل المادة البشرية المسيحية

 

ثم، أطل الموضوع برأسه مجددا في مقال ليرون لندن (يديعوت أحرونوت 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2003) بعنوان « عقارب الساعة تقترب من الصفر لدولة إسرائيل »، وجاء فيه « في مؤتمر المناعة الاجتماعية الذي عقد هذا الأسبوع، علم أن معدلا كبيرا جدا من الإسرائيليين يشكون فيما إذا كانت الدولة ستبقى بعد 30 سنة. وهذه المعطيات المقلقة تدل على أن عقارب الساعة تقترب من الساعة 12، (أي لحظة النهاية)، وهذا هو السبب في كثرة الخطط السياسية التي تولد خارج الرحم العاقر للسلطة ».  

وحينما أصدرت محكمة العدل الدولية حكمها بخصوص الجدار العازل وعدم شرعيته بدأ الحديث على الفور عن أن هذه هى بداية النهاية. 

والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا هاجس النهاية الذي يطارد الإسرائيليين؟ سنجد أن الأسباب كثيرة، ولكن أهمها إدراك المستوطنين الصهاينة أن ثمة قانونا يسري على كل الجيوب الاستيطانية، وهو أن الجيوب التي أبادت السكان الأصليين (مثل أميركا الشمالية وأستراليا) كتب لها البقاء، أما تلك التي أخفقت في إبادة السكان الأصليين (مثل ممالك الفرنجة التي يقال لها الصليبية والجزائر وجنوب أفريقيا) فكان مصيرها الزوال.  

ويدرك المستوطنون الصهاينة جيدا أن جيبهم الاستيطاني ينتمي لهذا النمط الثاني وأنه لا يشكل أي استثناء لهذا القانون، إن الصهاينة يدركون أنهم يعيشون في نفس الأرض التي أقيمت فيها ممالك الفرنجة وتحيط بهم خرائب قلاع الفرنجة، التي تذكرهم بهذه التجربة الاستيطانية التي أخفقت وزالت.  

ومما يعمق من هاجس النهاية أن الوجدان الغربي والصهيوني يوحد من البداية بين المشروع الصليبي والمشروع الصهيوني ويقرن بينهما، فلويد جورج رئيس الوزارة البريطانية التي أصدرت وعد بلفور، صرح بأن الجنرال اللنبي الذي قاد القوات الإنجليزية التي احتلت فلسطين شن وربح آخر الحملات الصليبية وأعظمها انتصارا.  

ويمكننا أن نقول إن المشروع الصهيوني هو نفسه المشروع الفرنجي بعد أن تمت علمنته، وبعد أن تم إحلال المادة البشرية اليهودية التي تم تحديثها وتطبيعها وتغريبها وعلمنتها محل المادة البشرية المسيحية.  

لكل هذا يدرس العلماء الإسرائيليون المقومات البشرية والاقتصادية والعسكرية للكيان الفرنجي، والعلاقة بين هذا الكيان والوطن الأصلي المساند له. وقد وجه كثير من الباحثين الصهاينة اهتمامهم لدراسة مشكلات الاستيطان والهجرة التي واجهها الكيان الفرنجى ومحاولة فهم عوامل الإخفاق والفشل التي أودت به.  

ولكن الاهتمام لا يقتصر على الدوائر الأكاديمية، فنجد أن شخصيات سياسية عامة مثل إسحق رابين وموشيه ديان يهتمون بمشاكل الاستيطان والهجرة. ففي سبتمبر/ أيلول 1970 عقد إسحق رابين مقارنة بين ممالك الفرنجة والدولة الصهيونية حيث توصل إلى أن الخطر الأساسي الذي يهدد إسرائيل هو تجميد الهجرة، وأن هذا هو الذي سيؤدي إلى اضمحلال الدولة بسبب عدم سريان دم جديد فيها.  

ويورى أفنيرى، الكاتب الصحفي الإسرائيلي، وعضو الكنيست السابق، كان من المستوطنين الصهاينة الذين أدركوا منذ البداية استحالة تحقيق المشروع أو الحلم الصهيوني.  

ولذا كان ينشر منذ الخمسينيات مجلة هاعولام هزه (هذا العالم) التي تخصصت في توجيه النقد للسياسات الصهيونية. وكان أفنيرى يحذر الصهاينة من مصير ممالك الفرنجة التي لم يبق منها سوى بعض الخرائب.  

وقد صدر له كتاب بعنوان إسرائيل بدون صهيونية ( 1968) عقد فيه مقارنة مستفيضة بين ممالك الفرنجة والدولة الصهيونية، فإسرائيل مثل ممالك الفرنجة محاصرة عسكريا لأنها تجاهلت الوجود الفلسطيني ورفضت الاعتراف بأن أرض الميعاد يقطنها العرب منذ مئات السنين. 

ثم عاد أفنيري إلى الموضوع عام 1983، بعد الغزو الصهيوني للبنان، في مقال نشر في هاعولام هزه بعنوان « ماذا ستكون النهاية »، فأشار إلى أن ممالك الفرنجة احتلت رقعة من الأرض أوسع من تلك التي احتلتها الدولة الصهيونية، وأن الفرنجة كانوا قادرين على كل شيء إلا العيش في سلام، لأن الحلول الوسط والتعايش السلمي كانا غريبين على التكوين الأساسي للحركة.  

وحينما كان جيل جديد يطالب بالسلام كانت مجهوداتهم تضيع سدى مع قدوم تيارات جديدة من المستوطنين، ما يعني أن ممالك الفرنجة لم تفقد قط طابعها الاستيطاني

 


اكتشف الصهاينة حدود القوة ووصلوا إلى مشارف النهاية، وكما قال المثقف الإسرائيلي شلومو رايخ، إن إسرائيل تركض من نصر إلى نصر حتى تصل إلى نهايتها المحتومة

 

 

كما أن المؤسسة العسكرية الاقتصادية للفرنجة قامت بدور فعال في القضاء على محاولات السلام، فاستمر التوسع الفرنجي على مدى جيل أو جيلين. ثم بدأ الإرهاق يحل بهم، وزاد التوتر بين المسيحيين الفرنجة من جهة وأبناء الطوائف المسيحية الشرقية من جهة أخرى، ما أضعف مجتمع الفرنجة الاستيطاني، كما ضعف الدعم المالي والسكاني من الغرب.  

وفي الوقت نفسه بدأ بعث إسلامي جديد، وبدأت الحركة للإجهاز على ممالك الفرنجة، فأوجد المسلمون طرقا تجارية بديلة عن تلك التي استولى عليها الفرنجة. وبعد موت الأجيال الأولى من أعضاء النخبة في الممالك، حل محلهم ورثة ضعفاء في وقت ظهرت فيه سلسلة من القادة المسلمين العظماء ابتداء من صلاح الدين ذي الشخصية الأسطورية حتى الظاهر بيبرس. وظل ميزان القوى يميل لغير صالح الفرنجة، ولذا لم يكن هناك ما يوقف هزيمتهم ونهايتهم ونهاية الممالك الصليبية! 

لكل هذا عاد هاجس النهاية مرة أخرى بعد الحرب السادسة وبعد الصمود اللبناني العظيم في وجه الهمجية الإسرائيلية، وبعد إبداع المقاومة اللبنانية. 

فقد اكتشف الصهاينة حدود القوة ووصلوا إلى مشارف النهاية، وكما قال المثقف الإسرائيلي شلومو رايخ « إن إسرائيل تركض من نصر إلى نصر حتى تصل إلى نهايتها المحتومة ».  

فالانتصارات العسكرية لم تحقق شيئا، لأن المقاومة مستمرة ما يؤدى إلى ما سماه المؤرخ الإسرائيلي يعقوب تالمون (نقلا عن هيغل) « عقم الانتصار ». والله أعلم

 

نشر في الجزيرة نت عام 2008

 


 

8 septembre 2009

هذه القصيدة قيلت في رثاء الأندلس ، و الآن وبعد مضي عدة قرون مازال حال أمتنا يستحق الرثاء إن لم يكن النواح. 

رثاء الأندلس 

 

أبو البقاء الرندي 

لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ 

فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ  

هي الأمورُ كما شاهدتها دُولٌ 

مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ  

وهذه الدار لا تُبقي على أحد 

ولا يدوم على حالٍ لها شان  

يُمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ 

إذا نبت مشْرفيّاتٌ وخُرصانُ  

وينتضي كلّ سيف للفناء ولوْ 

كان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان  

أين الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ 

وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ ؟  

وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ 

وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ ؟  

وأين ما حازه قارون من ذهب 

وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ ؟  

أتى على الكُل أمر لا مَرد له 

حتى قَضَوا فكأن القوم ما كانوا  

وصار ما كان من مُلك ومن مَلِك 

كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ  

دارَ الزّمانُ على (دارا) وقاتِلِه 

وأمَّ كسرى فما آواه إيوانُ  

كأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ 

يومًا ولا مَلكَ الدُنيا سُليمانُ  

فجائعُ الدهر أنواعٌ مُنوَّعة 

وللزمان مسرّاتٌ وأحزانُ  

وللحوادث سُلوان يسهلها 

وما لما حلّ بالإسلام سُلوانُ  

دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له 

هوى له أُحدٌ وانهدْ ثهلانُ  

أصابها العينُ في الإسلام فامتحنتْ 

حتى خَلت منه أقطارٌ وبُلدانُ  

فاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ (مُرسيةً) 

وأينَ (شاطبةٌ) أمْ أينَ (جَيَّانُ)  

وأين (قُرطبة)ٌ دارُ العلوم فكم 

من عالمٍ قد سما فيها له شانُ  

وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نزهٍ 

ونهرهُا العَذبُ فياضٌ وملآنُ  

قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما 

عسى البقاءُ إذا لم تبقَ أركانُ  

تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من ! ;أسفٍ 

كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ  

على ديار من الإسلام خالية 

قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ  

حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما 

فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبانُ  

حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ 

حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ  

يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ 

إن كنت في سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ  

وماشيًا مرحًا يلهيه موطنهُ 

أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ ؟  

تلك المصيبةُ أنستْ ما تقدمها 

وما لها مع طولَ الدهرِ نسيانُ  

يا راكبين عتاق الخيلِ ضامرةً 

كأنها في مجال السبقِ عقبانُ  

وحاملين سيُوفَ الهندِ مرهفةُ 

كأنها في ظلام النقع نيرانُ  

وراتعين وراء البحر في دعةٍ 

لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطانُ  

أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ 

فقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ ؟  

كم يستغيث بنا المستضعفون وهم 

قتلى وأسرى فما يهتز إنسان ؟  

ماذا التقاُطع في الإسلام بينكمُ 

وأنتمْ يا عبادَ الله إخوانُ ؟  

ألا نفوسٌ أبياتٌ لها هممٌ 

أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ  

يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهمُ 

أحال حالهمْ جورُ وطُغيانُ  

بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم 

واليومَ هم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ  

فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ 

عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ  

ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ 

لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ  

يا ربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما 

كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ  

وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت 

كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ  

يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً 

والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ  

لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ 

إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ 

 

Bonjour tout le monde !

4 septembre 2009

Bienvenue sur Unblog.fr, vous venez de créer un blog avec succès ! Ceci est votre premier article. Editez ou effacez le en vous rendant dans votre interface d’administration, et commencez à bloguer ! Votre mot de passe vous a été envoyé par email à l’adresse précisée lors de votre inscription. Si vous n’avez rien reçu, vérifiez que le courrier n’a pas été classé par erreur en tant que spam.

Dans votre admin, vous pourrez également vous inscrire dans notre annuaire de blogs, télécharger des images pour votre blog à insérer dans vos articles, en changer la présentation (disposition, polices, couleurs, images) et beaucoup d’autres choses.

Des questions ? Visitez les forums d’aide ! N’oubliez pas également de visiter les tutoriels listés en bas de votre tableau de bord.